تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

اللهجة الحسانية

اللهجة الحسانية


تعتبر اللهجة الحسانية، والمتحدث بها في الأقاليم الجنوبية المغربية على مساحة جغرافية تمتد حتى نهر السنغال جنوب موريتانيا، من أقدم اللهجات العربية. وقد سمى الصحراويون لهجتهم بـ "كلام البيضان " تمييزا لها عن لهجات إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.

وتتميز اللهجة الحسانية بالعديد من الخصائص، منها خصائص صوتية ومورفولوجية محددة. فهي على الرغم من اتساع المساحة الجغرافية الناطقة بها، إلا أنها تمثل وحدة لغوية كبيرة، إذ عند وجود  اختلافات ما بينها، فهي تكون بالأساس على مستوى المعجم.

 وكغيرهامن اللهجات، تعرف اللهجة الحسانية اختلافات صوتية بحسب كل منطقة. ولعل من أهم هذه الاختلافات، نطقُ حرف "الكاف" "غينا". إلا أنها وعلى خلاف اللهجات البدوية الأخرى بشمال إفريقيا، فقد تمكنت اللهجة الحسانية من الحفاظ على بنية قريبة جدًا من اللغة العربية الفصحى، لأنها مصدرٌ لاشتقاق الكثير من مفرداتها. وهو ما يجعلها ذات خصوصية متميزة، تتجلى في حفاظها على عدد لا بأس به من سمات وخصائص اللغة العربية القديمة، سواء على المستوى الصِّوَاتي أوالمعنوى. 

علما أن هذا لم يمنعها من إغناء قاموسها باستعمالها لكلمات وتعابير ومصطلحات ذات أصل أمازيغي، لا سيما في مجال الزراعة والأعشاب الطبية والأسماء الجغرافية. ولعله أمر طبيعي، بما أن هذه المناطق المتحدثة باللهجة الحسانية كانت في البدء أمازيغية. كما أن المتحدثين بالحسانية الحاليين، هم مزيج من الأمازيغ والعرب.

A+ A-