تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المطبخ الصحراوي

المطبخ الصحراوي أطباق متنوعة وفوائد صحية

ينعم المطبخ الصحراوي بشهرة واسعة، إذ تمتاز أطباقه بغناها وتنوعها، وبلذتها المميزة ومنافعها الصحية الجمة. إذ يعتمد الصحراويون في تحضيرها على لحم الإبل أو الماعز، ناهيك عن استعمالهم لمكونات نباتية طبيعية، كما أنهم ينفرون النفور التام من استعمال المواد الغذائية الصناعية حفاظا على مقومات التغذية الصحية لهذه الأطباق.

وجبة "بلغمان"

هي وجبة تحظى بشعبية واسعة في المناطق الصحراوية. وهي معروفة بين أهلها بفوائدها الصحية الكثيرة،  إذ تتميز بخفتها على المعدة ويسر هضمها. مما يجعلها الوجبة المفضلة لدى الصحراويين على السحور خلال شهر رمضان. كما أنه بالإمكان تحضير هذا الطبق التقليدي في أقل من عشر دقائق؛ إذ يكفي تسخين دقيق الشعير المطحون، المعروف محليا بـ "المكلي"، ثم وضعه في إناء خاص يسمى "الكدحة" أو "الجيرة"، ويتم مزج المسحوق بالماء الساخن مع السكر وقليل من الملح حسب الذوق، قبل أن يضاف إليه "الدهن" أي السمن، والذي من الممكن تعوضيه بـ "لودْكْ"، وهو شحم سنام الإبل مذاب ومصفى، وفي حالات أخرى، يمكن أن يعوض بزيت الزيتون.

وهو طبق يعتمد أيضا في تحضيره على دقيق الشعير المجفف. قد يشبه قليلا "بلغمان"، إذ يتم خلط الدقيق الجاف بالماء، مع القليل من السكر والملح والدهن أو زيت الزيتون، وفق ما توفر. وينصح بتناول هذا الصنف من الأطباق والوجبات من طرف الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي وحموضة المعدة، كما يوصى باستهلاكها خلال الحر الشديد، لاعتقاد الصحراويين بأنها مقاومة للعطش.

يعد الشعير عنصرا أساسيا في تحضير هذا الطبق الشعبي، الذي يعرف محليا أيضا بـ "الدشيشة"، وإعداد "العيش" أو "العصيدة"، بحيث يتم طبخ الشعير جيدا في قدر الماء الخاص به ويسمى "مرجن"، كما يتم تقديمه في إناء طيني يسمى "الكصعة"، هذا، بعد ما يضاف إليه حليب الماعز أو الدهن أو زيت الزيتون.

لا يمكن ذكر المطبخ الصحراوي دون استحضار طبق "مريفيسة"، وهي وجبة بسيطة ومغذية، يتم إعدادها من الخبز الفطير ومرق لحم الإبل.

كما يحتل "مارو باللحم" مكانة خاصة في بيوت الصحراويين.  ويفضل إعداد هذا الطبق من لحم الإبل، إذ يستهجن لحم الضأن لما فيه من نسب عالية من الدهون. ويطبخ في قدر خاص مع القليل من الملح والزيت، دون إضافة أي مواد أخرى. وبعد طهوه جيدا، يسحب اللحم من القدر، ويضاف إلى مرقه "مارو" أي الأرز، ويترك ليطبخ. ويوضع الأرز بعد ذلك في طبق توضع فوقه اللحم. وقد يفضل البعض إضافة الدهن حتى يصبح الطبق أكثر لذة حسب الذوق.

ويتضاعف تنوع وغنى المطبخ الصحراوي، بـطبق "تيدكيت" أو "التيشطار"، التقليدي المتميز الذي يتم إعداده بلحم الإبل كوجبة ممميزة لتكريم الضيف أو التقرب من كبار السن. كما أنها وجبة تدخل ضمن قائمة الأطعمة الأساسية للمسافر الصحراوي.

بعد نحر الإبل وتوزيع لحومها على العائلات، يتم تقطيعها على شكل شرائح وحبال. ثم فصلها عن الشحوم التي تُذَوَّبُ لتصبح سائلا دهنيا يسمى "لودك". ويتم تجفيف هذه الحبال والشرائح اللحمية تحت أشعة الشمس القوية. حتى يتسنى تخزينها في أكياس خاصة. وهكذا تصبح جاهزة لما يسمى بـ "تيشطار".

أما إعداد "تيدكيت"، فيتطلب طبخ اللحم المجفف على النار الهادئة مع القليل من الماء، ثم يهرس إلى أن يصبح عجينا تقريبا، ثم يضاف إليه أخيرا المرق الذي طهي فيه مع بعض الدسم.

الكسكس، طبق يحظى بمكانة خاصة في المطبخ الصحراوي. فهو رغم شبهه إلى حد بعيد بطبق الكسكس المغربي المعتاد في مختلف أرجاء المملكة، إلا أن الصحراويين أدخلوا عليه بعضا من لمساتهم الخاصة والمميزة.

إذ يحضر هذا الطبق الفريد والذائع الصيت والشهرة عالميا، ببرم دقيق الشعير ثم يوضع في قدر خاص به ثقوب يسمى "الكسكاس" يسمح بإنضاج الكسكس على البخار، ثم يتم تزيينه بوضع قطع اللحم فوقه مع المرق. وقد يفضله البعض بدون لحم، فيضيف إليه فقط القليل من الدهن والسكر، ويسمى حينها "الغبة".

A+ A-